قال فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إن ما تحققه الكرة المغربية اليوم هو ثمرة رؤية ملكية حكيمة، جعلت من الرياضة عنصرًا أساسيًا في التنمية الوطنية، مؤكدا أن نجاح المغرب هو نجاح لكل العرب والأفارقة.
وخلال حواره مع قناة "سكاي نيوز عربية"، أوضح لقجع أن مسار تألق كرة القدم المغربية لم يكن وليد الصدفة، بل انطلق منذ سنة 2008 بفضل المناظرة الوطنية بالصخيرات، التي أرست أسس مشروع طموح لتطوير اللعبة على مختلف المستويات.
وأضاف رئيس الجامعة أن الخطوة الكبرى جاءت سنة 2009 مع إنشاء أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي تحولت إلى مصنع للمواهب المغربية، مؤكدًا إن ثمار هذا المشروع ظهرت بوضوح في مونديال قطر، ثم في كأس العالم للشباب بالتشيلي 2025، حيث ضم المنتخب أكثر من ثمانية لاعبين من خريجي الأكاديمية.
وأكد لقجع أن الأكاديمية تمثل "المشتل الحقيقي" للكرة الوطنية، مشيرًا إلى أن أغلب لاعبي المنتخبات المغربية مرّوا من هناك، كما أن العديد من المدربين البارزين اليوم هم نتاج سياسة تكوين أطر وطنية اعتمدها المغرب بتوجيه ملكي واضح.
وتابع لقجع: "الرياضة في المغرب ليست نشاطًا منفصلًا، بل جزء من مشروع تنموي شامل يقوده الملك محمد السادس منذ أكثر من 26 سنة، يربط بين الاقتصاد والمجتمع والرياضة في انسجام تام، ويمنح الشباب فرصة للإدماج والتميز".
وأوضح أن رؤية الملك كانت دائمًا قائمة على تكوين الإنسان قبل بناء النتائج، وهو ما انعكس في ظهور مدربين مغاربة مميزين مثل وليد الركراكي، طارق السكتيوي، محمد وهبي، نبيل باها، الحسين عموتة، جمال السلامي، وهشام الدكيك، الذين حملوا راية المغرب في مختلف المحافل الدولية.
طالع أيضًا | قائمة المرشحين لجائزة أفضل لاعب شاب في إفريقيا 2025.. تفوق مغربي
وأكد لقجع أن "العالم اليوم يتحدث عن الاستثناء المغربي"، مشيرًا إلى أن شعار المرحلة هو أن المستحيل ليس مغربيا، وأن ما تحقق إلى الآن يمثل فقط بداية مرحلة جديدة من الحضور القوي للمغرب ضمن كبار المنتخبات عالميًا.
وأضاف أن جميع المنتخبات الوطنية، بمختلف فئاتها، تعمل وفق خطة واحدة مستوحاة من الرؤية الملكية، تعتمد على الاستمرارية لا القطيعة، حيث يتم إدماج اللاعبين تدريجيًا بين المنتخبات لتكوين نواة قوية ومتجانسة للمنتخب الأول.
وفي استعراضه لأبرز إنجازات الكرة المغربية، أشار لقجع إلى أن المنتخبات الوطنية حققت نتائج غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة: برونزية أولمبياد باريس 2024، لقب كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة، وصيف بطل إفريقيا لأقل من 20 سنة ثم التتويج بمونديال الشباب في التشيلي، إضافة إلى تتويج منتخب السيدات لكرة القدم داخل القاعة بلقب كأس إفريقيا.
كما كشف أن حصيلة الـ11 عامًا الماضية تؤكد ريادة المغرب قاريًا، إذ خاضت المنتخبات والأندية المغربية 29 نهائيًا وفازت بـ 25 لقبًا منها، وهو رقم يعكس قوة المنظومة الكروية الحالية.
وختم لقجع حديثه بالتأكيد على أن تنظيم كأس إفريقيا المقبلة سيكون عرسًا كرويًا إفريقيًا راقيًا، يجسد الرؤية الملكية السامية ويعكس مسار التنمية الذي تعيشه المملكة، قائلًا: "المغرب لا ينتظر الأحداث الرياضية ليحقق التنمية، بل يجعل منها وسيلة لتحقيق مستقبل أفضل لكل أبنائه".